السبت، 31 أكتوبر 2009

تفسير سورة البلد


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم


لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2
ووَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4

أقسم الله بهذا البلد الحرام, وهو "مكة", وأنت -أيها النبي-
مقيم في هذا "البلد الحرام", وأقسم بوالد البشرية-
وهو آدم عليه السلام- وما تناسل منه من ولد,
لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.

أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5

أيظنُّ بما جمعه من مال أن الله لن يقدر عليه؟


يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7

يقول متباهيًا: أنفقت مالا كثيرًا.
أيظنُّ في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه,
ولا يحاسبه على الصغير والكبير؟

أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9
وهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10

ألم نجعل له عينين يبصر بهما,
ولسانًا وشفتين ينطق بها
, وبينَّا له سبيلَي الخير والشر؟

فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11
فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله, فيأمن.


وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12
وأيُّ شيء أعلمك: ما مشقة الآخرة,
وما يعين على تجاوزها؟

فَكُّ رَقَبَةٍ (13
إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق.


أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15
وْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16

أو إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة
, يتيمًا من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل
الصدقة وصلة الرحم,
أو فقيرًا معدمًا لا شيء عنده.

ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17

ثم كان مع فِعْل ما ذُكر من أعمال الخي
ر من الذين أخلصوا الإيمان لله,
وأوصى بعضهم بعضًا بالصبر
على طاعة الله وعن معاصيه
, وتواصوا بالرحمة بالخلق.

أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18

الذين فعلوا هذه الأفعال, هم أصحاب اليمين,
الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة.

وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19

والذين كفروا بالقرآن هم الذين يؤخذ بهم يوم
القيامة ذات الشمال إلى النار.

عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20
جزاؤهم جهنم مطبَقةٌ مغلقة عليهم.


الأحد، 11 أكتوبر 2009

تفسير سورة الشمس



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم



وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا (2
والنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا (3)واللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4
والسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8
قدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)وقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10

أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى,
وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول,
وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها,
وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا,
وبالسماء وبنائها المحكم, وبالأرض وبَسْطها
, وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها,
فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير,
قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير,
وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.


كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12
فقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14
ولا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15

كذَّبت ثمود نبيها ببلوغها الغاية في العصيان,
إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة,
فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام:
احذروا أن تمسوا الناقة بسوء؛ فإنها آية أرسلها الله إليكم,
تدل على صدق نبيكم، واحذروا أن تعتدوا على سقيها,
فإن لها شِرْب يوم ولكم شِرْب يوم معلوم.
فشق عليهم ذلك, فكذبوه فيما توعَّدهم به فنحروها,
فأطبق عليهم ربهم العقوبة بجرمهم,
فجعلها عليهم على السواء فلم يُفْلِت منهم أحد.
ولا يخاف- جلت قدرته- تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب.



الجمعة، 28 أغسطس 2009

تفسير سورة اليل


اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى 2)

ومَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)

أقسم الله سبحانه بالليل عندما يغطي بظلامه الأرض وما عليها,

وبالنهار إذا انكشف عن ظلام الليل بضيائه, وبخلق الزوجين: الذكر والأنثى.

إن عملكم لمختلف بين عامل للدنيا وعامل للآخرة.


فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)

فأمَّا من بذل من ماله واتقى الله في ذلك, وصدَّق بـ"لا إله إلا الله"

وما دلت عليه، وما ترتب عليها من الجزاء,

فسنرشده ونوفقه إلى أسباب الخير والصلاح ونيسِّر له أموره.


وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)

فسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)

وأما مَن بخل بماله واستغنى عن جزاء ربه, وكذَّب بـ"لا إله إلا الله"

وما دلت عليه، وما ترتب عليها من الجزاء, فسنُيَسِّر له أسباب الشقاء,

ولا ينفعه ماله الذي بخل به إذا وقع في النار.

إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى (13)

إن علينا بفضلنا وحكمتنا أن نبيِّن طريق الهدى الموصل إلى الله وجنته من طريق الضلال,

وإن لنا ملك الحياة الآخرة والحياة الدنيا.

فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى (14)

فحذَّرتكم- أيها الناس- وخوَّفتكم نارًا تتوهج, وهي نار جهنم.


لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)

لا يدخلها إلا مَن كان شديد الشقاء,

الذي كذَّب نبي الله محمدًا صلى الله عليه وسلم،

وأعرض عن الإيمان بالله ورسوله, وطاعتهما.


وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى(18)

وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20)

ولَسَوْفَ يَرْضَى (21)

وسيُزحزَح عنها شديد التقوى, الذي يبذل ماله ابتغاء المزيد من الخير.

وليس إنفاقه ذاك مكافأة لمن أسدى إليه معروفا,

لكنه يبتغي بذلك وجه ربه الأعلى ورضاه,

ولسوف يعطيه الله في الجنة ما يرضى به.


الأربعاء، 26 أغسطس 2009

تفسير سورة الضحى






أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


بسم الله الرحمن الرحيم


وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)
أقسم الله بوقت الضحى، والمراد به النهار كله,
وبالليل إذا سكن بالخلق واشتد ظلامه.
ويقسم الله بما يشاء من مخلوقاته,
أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير خالقه، فإن القسم بغير الله شرك.
ما تركك -أيها النبي- ربك, وما أبغضك بإبطاء الوحي عنك.


وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ الأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)

ولَلدَّار الآخرة خير لك من دار الدنيا,
ولسوف يعطيك ربك -أيها النبي- مِن أنواع الإنعام في الآخرة, فترضى بذلك.

أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى

(7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8)


ألم يَجِدْك من قبلُ يتيمًا, فآواك ورعاك؟
ووجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان, فعلَّمك ما لم تكن تعلم, ووفقك لأحسن الأعمال؟
ووجدك فقيرًا, فساق لك رزقك, وأغنى نفسك بالقناعة والصبر؟


فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10)


وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)


فأما اليتيم فلا تُسِئْ معاملته,
وأما السائل فلا تزجره, بل أطعمه, واقض حاجته,
وأما بنعمة ربك التي أسبغها عليك فتحدث بها.



الاثنين، 24 أغسطس 2009

تفسير سورة الشرح .وسورة التين



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم




أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ
وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)


ألم نوسع -أيها النبي- لك صدرك لشرائع الدين، والدعوة إلى الله،
والاتصاف بمكارم الأخلاق، وحططنا عنك بذلك حِمْلك الذي أثقل ظهرك,
وجعلناك -بما أنعمنا عليك من المكارم- في منزلة رفيعة عالية؟



فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6)

فلا يثنك أذى أعدائك عن نشر الرسالة؛
فإن مع الضيق فرجًا, إن مع الضيق فرجًا.



فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)
فإذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها فَجِدَّ في العبادة,
وإلى ربك وحده فارغب فيما عنده.





بسم الله الرحمن الرحيم


وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (3)
لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ
(5) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)


أَقْسم الله بالتين والزيتون, وهما من الثمار المشهورة,
وأقسم بجبل "طور سيناء" الذي كلَّم الله عليه موسى تكليمًا,
وأقسم بهذا البلد الأمين من كل خوف وهو "مكة" مهبط الإسلام.
لقد خلقنا الإنسان في أحسن صورة,
ثم رددناه إلى النار إن لم يطع الله, ويتبع الرسل,
لكن الذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة
لهم أجر عظيم غير مقطوع ولا منقوص.

فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7)
أيُّ شيء يحملك -أيها الإنسان-
على أن تكذِّب بالبعث والجزاء مع وضوح
الأدلة على قدرة الله تعالى على ذلك؟



أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)

أليس الله الذي جعل هذا اليوم للفصل بين الناس
بأحكم الحاكمين في كل ما خلق؟
بلى. فهل يُترك الخلق سدى لا يؤمرون ولا يُنهون,
ولا يثابون ولا يعاقبون؟ لا يصحُّ ذلك ولا يكون.



الخميس، 30 يوليو 2009

تفسير سورة العلق





أعزذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم


اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)


اقرأ -أيها النبي- ما أُنزل إليك من القرآن مُفْتَتِحًا باسم ربك المتفرد بالخلق،
الذي خلق كل إنسان من قطعة دم غليظ أحمر.


اقرأ -أيها النبي- ما أُنزل إليك,
وإن ربك لكثير الإحسان واسع الجود،

الذي علَّم خلقه الكتابة بالقلم،
علَّم الإنسان ما لم يكن يعلم,
ونقله من ظلمة الجهل إلى نور العلم.



كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)

حقًا إن الإنسان ليتجاوز حدود الله إذا أبطره الغنى,
فليعلم كل طاغية أن المصير إلى الله، فيجازي كلَّ إنسان بعمله.



أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْداً إِذَا صَلَّى (10)

أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12)

أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14)

كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)

فَلْيَدْعُ نَادِيَه (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)

كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)



أرأيت أعجب مِن طغيان هذا الرجل (وهو أبو جهل) الذي ينهى عبدًا لنا إذا صلَّى لربه (وهو محمد صلى الله عليه وسلم)؟
أرأيت إن كان المنهي عن الصلاة على الهدى فكيف ينهاه؟

أو إن كان آمرًا غيره بالتقوى أينهاه عن ذلك؟
أرأيت إن كذَّب هذا الناهي بما يُدعى إليه, وأعرض عنه,


ألم يعلم بأن الله يرى كل ما يفعل؟
ليس الأمر كما يزعم أبو جهل، لئن لم يرجع هذا عن شقاقه وأذاه



لنأخذنَّ بمقدَّم رأسه أخذًا عنيفًا, ويُطرح في النار,
ناصيته ناصية كاذبة في مقالها, خاطئة في أفعالها.

فليُحْضِر هذا الطاغية أهل ناديه الذين يستنصر بهم,
سندعو ملائكة العذاب.

ليس الأمر على ما يظن أبو جهل,
إنه لن ينالك -أيها الرسول- بسوء،

فلا تطعه فيما دعاك إليه مِن تَرْك الصلاة,
واسجد لربك واقترب منه بالتحبب إليه بطاعته.



الاثنين، 20 يوليو 2009

تـفسير.. سورة القدر وسورة البينه

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

( سورة القدر )

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)
إنا أنزلنا القرآن في ليلة الشرف والفضل, وهي إحدى ليالي شهر رمضان.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)
وما أدراك -أيها النبي- ما ليلة القدر والشرف؟

لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
ليلة القدر ليلة مباركة, فَضْلُها خير من فضل ألف شهر ليس فيها ليلة قدر.

تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)
يكثر نزول الملائكة وجبريل عليه السلام فيها, بإذن ربهم من كل أمر قضاه في تلك السنة.

سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
هي أمن كلها, لا شرَّ فيها إلى مطلع الفجر.
____________________________

(سورة البينه)


لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ (1)
لم يكن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين تاركين كفرهم حتى تأتيهم
العلامة التي وُعِدوا بها في الكتب السابقة.



رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (2)
وهي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يتلو قرآنًا في صحف مطهرة.



فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)
في تلك الصحف أخبار صادقة وأوامر عادلة، تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم



وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ (4)
وما اختلف الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى
في كون محمد صلى الله عليه وسلم رسولا حقًا؛
لما يجدونه من نعته في كتابهم, إلا مِن بعد ما تبينوا أنه النبي الذي
وُعِدوا به في التوراة والإنجيل,
فكانوا مجتمعين على صحة نبوته, فلما بُعِث جحدوها وتفرَّقوا.



وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5
وما أمروا في سائر الشرائع إلا ليعبدوا الله وحده قاصدين بعبادتهم وجهه,
مائلين عن الشرك إلى الإيمان, ويقيموا الصلاة،
ويُؤَدُّوا الزكاة, وذلك هو دين الاستقامة, وهو الإسلام.


إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6)
إن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين عقابهم نار جهنم خالدين فيها, أولئك هم أشد الخليقة شرا.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)
إن الذين صَدَّقوا الله واتبعوا رسوله وعملوا الصالحات, أولئك هم خير الخلق.
جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)

جزاؤهم عند ربهم يوم القيامة جنات إقامة واستقرار في منتهى الحسن
, تجري من تحت قصورها الأنهار, خالدين فيها أبدًا, رضي الله عنهم فقبل أعمالهم الصالحة,
ورضوا عنه بما أعدَّ لهم من أنواع الكرامات, ذلك الجزاء الحسن لمن خاف الله واجتنب معاصيه.


_________________________

الجمعة، 26 يونيو 2009

تفسير.. سورة الزلزله وسورة العاديات


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم





سورة الزلزله


إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتْ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا (3)

إذا رُجَّت الأرض رجًّا شديدًا, وأخرجت ما في بطنها من موتى وكنوز, وتساءل الإنسان فزعًا: ما الذي حدث لها؟



يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)

يوم القيامة تخبر الأرض بما عُمل عليها من خير أو شر, وبأن الله سبحانه وتعالى أمرها بأن تخبر بما عُمل عليها.


يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)

يومئذ يرجع الناس عن موقف الحساب أصنافًا متفرقين؛ ليريهم الله ما عملوا من السيئات والحسنات, ويجازيهم عليها.


فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه (8)

فمن يعمل وزن نملة صغيرة خيرًا، ير ثوابه في الآخرة, ومن يعمل وزن نملة صغيرة شرًا, ير عقابه في الآخرة.

*****************

سورة العاديات


وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً (1)

أقسم الله تعالى بالخيل الجاريات في سبيله نحو العدوِّ, حين يظهر صوتها من سرعة عَدْوِها.

ولا يجوز للمخلوق أن يقسم إلا بالله, فإن القسم بغير الله شرك.

فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً (2)
فالخيل اللاتي تنقدح النار من صلابة حوافرها؛ من شدَّة عَدْوها.

اي

الخيل التي تخرج شرر النار من الأرض بوقع حوافرها على الحجارة من شدة الجري.

فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً (3)
فالمغيرات على الأعداء عند الصبح.

فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4)
فهيَّجْنَ بهذا العَدْو غبارًا.
العدو بمعنى: الجري


فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (5)

فتوسَّطن بركبانهن جموع الأعداء.


إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)

إن الإنسان لِنعم ربه لَجحود, وإنه بجحوده ذلك لمقر. وإنه لحب المال لشديد.


أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)

أفلا يعلم الإنسان ما ينتظره إذا أخرج الله الأموات من القبور للحساب والجزاء؟



وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)
واستُخرج ما استتر في الصدور من خير أو شر.


إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)

إن ربهم بهم وبأعمالهم يومئذ لخبير, لا يخفى عليه شيء من ذلك.

**************

السبت، 11 أبريل 2009

تفسير سورة ... القارعه والتكاثر


تفسير سورة القارعه والتكاثر

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم



القارعة(مكية)11

الْقَارِعَةُ{1} مَا الْقَارِعَةُ{2} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ{3
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ{4} وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ{5
فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ{6} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ{7} وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ{8
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ{9} وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ{10} نَارٌ حَامِيَةٌ{11

التفسير

(1)

الساعة التي تقرع قلوب الناس بأهوالها.

(2)
أيُّ شيء هذه القارعة؟

(3)
وأيُّ شيء أعلمك بها؟

(4)
في ذلك اليوم يكون الناس في كثرتهم وتفرقهم وحركتهم كالفراش المنتشر،
وهو الذي يتساقط في النار.

(5)
وتكون الجبال كالصوف متعدد الألوان الذي يُنْفَش باليد,
فيصير هباء ويزول.

(6)
فأما من رجحت موازين حسناته,

(7)
فهو في حياة مرضية في الجنة.

(8)
وأما من خفت موازين حسناته,

(9)
ورجحت موازين سيئاته, فمأواه جهنم.

(10)
وما أدراك -أيها الرسول- ما هذه الهاوية؟
(11)
إنها نار قد حَمِيت من الوقود عليها.

______________________________

التكاثر(مكية)8

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ{1} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ{2} كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ{3
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ{4} كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ{5} لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ{6
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ{7} ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ{8

التفسير

(1)
شغلكم عن طاعة الله التفاخر بكثرة الأموال والأولاد.

(2)
واستمر اشتغالكم بذلك إلى أن صرتم إلى المقابر, ودُفنتم فيها.

(3)
ما هكذا ينبغي أن يُلْهيكم التكاثر بالأموال,
سوف تتبيَّنون أن الدار الآخرة خير لكم.
(4)
ثم احذروا سوف تعلمون سوء عاقبة انشغالكم عنها.

(5)
ما هكذا ينبغي أن يلهيكم التكاثر بالأموال, لو تعلمون حق العلم
لبادرتم إلى إنقاذ أنفسكم من الهلاك.


(6)
لتبصرُنَّ الجحيم,

(7)
ثم لتبصرُنَّها دون ريب,


(8)
ثم لتسألُنَّ يوم القيامة عن كل أنواع النعيم.

الثلاثاء، 10 مارس 2009

تفسيرسورة (العصر و الهمزه و الفيل)


اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم



العصر (مكيه)3


وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3



(1)
اقسم الله بالدهر على ان بني آدم لفي هلكه ونقصان .
ولا يجوز للعبد ان يقسم الا بالله ، فإن القسم بغير الله شرك




(2)
إن بني آدم لفي هلكه ونقصان


(3)
إلا الذين آمنوا بالله و عملوا عملا صالحاً ،
واوصى بعضهم بعضاً بالاستمساك بالحق ، والعمل بطاعة الله ،
والصبر على ذلك
_________________________________



سورة الهمزه (مكيه)9

وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ(6
الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَْفْئِدَةِ (7
إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ (9


(1)
شر وهلاك لكل مغتاب للناس ، طعان فيهم .


(2)
الذي كان همَّه جمع المال و تعداده


(3)
يظن انه ضَمِن لنفسه بهذا المال الذي جمعه ،
الخلود في الدنيا .


(4)
ليس الامر كما ظن ، لَيُطرحنَّ في النار التي تهشم كل ما يُلقى فيها


(5)
و ما ادراك - ايها الرسول- ما حقيقة النار


(6)
أنها نار الله الموقده

(7)
التي من شدتها تنفُذ من الاجسام الى القلوب


(8)
أنها عليهم مطبَقه في سلاسل وأغلال


(9)
مطوَّله لئلا يخرجوا منها

_________________________________




سورة الفيل (مكيه)5

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5

(1)
الم تعلم -ايها الرسول- كيف فعل ربك بأصحاب الفيل :
أبرهه الحبشي و جيشه الذين أرادوا تدمير الكعبه المباركه؟



(2)
ألم يجعل ما دبَّروه من شر في إبطال وتضييع؟


(3)
و بعث عليهم طيراً في جماعات متتابعه


(4)
تقذفهم بحجارة من طين متحجّر


(5)
فجعلهم به محطمين كأوراق الزرع اليابسه
التي اكلتها البهائم ثم رمت بها.



الأحد، 1 مارس 2009

تفسير سور..قريش والماعون والكوثر



اعوذ بالله من الشيطان الرجيم


بسم الله الرحمن الرحيم



قريش(مكية)4


لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ{1} إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ{2
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت{3
الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ{4


(1)
اعْجَبوا لإلف قريش

(2)
وأمنهم, واستقامة مصالحهم, وانتظام رحلتيهم في الشتاء إلى "اليمن
وفي الصيف إلى "الشام"، وتيسير ذلك; لجلب ما يحتاجون إليه.



(3)
فليشكروا, وليعبدوا رب هذا البيت -وهو الكعبة- الذي شرفوا به, وليوحدوه ويخلصوا له العبادة.




(4)
الذي أطعمهم من جوع شديد, وآمنهم من فزع وخوف عظيم.


_________________________________







الماعون(مكية)7


أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ{1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ{2
وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{3}فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4
الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ{6
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ{7




(1)

أرأيت حال ذلك الذي يكذِّب بالبعث والجزاء؟



(2)
فذلك الذي يدفع اليتيم بعنف وشدة عن حقه؛ لقساوة قلبه.


(3)

ولا يحضُّ غيره على إطعام المسكين, فكيف له أن يطعمه بنفسه؟

(4)


فعذاب شديد للمصلين الذين هم عن صلاتهم لاهون




(5)

لا يقيمونها على وجهها, ولا يؤدونها في وقتها




(6)

الذين هم يتظاهرون بأعمال الخير مراءاة للناس




(7)

ويمنعون إعارة ما لا تضر إعارته من الآنية وغيرها,
فلا هم أحسنوا عبادة ربهم, ولا هم أحسنوا إلى خلقه.
_______________________________




الكوثر(مكية)3

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ{3



(1)

إنا أعطيناك -أيها النبي- الخير الكثير في الدنيا والآخرة, ومن ذلك نهر الكوثر في الجنة
الذي حافتاه خيام اللؤلؤ المجوَّف, وطينه المسك.




(2)

فأخلص لربك صلاتك كلها, واذبح ذبيحتك له وعلى اسمه وحده.


(3)
إن مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدى والنور, هو المنقطع أثره, المقطوع من كل خير.





الجمعة، 20 فبراير 2009

تفسير سور (المسد والنصر و الكافرون)


اعوذ بالله من الشيطان الرجيم


بسم الله الرحمن الرحيم






المسد(مكية)5

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ{1} مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ{2}
سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ {3} وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ{4}فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ{5}

التفسير:


(1)
خسرت يدا أبي لهب وشقي بإيذائه رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم،
وقد تحقق خسران أبي لهب.


(2)


ما أغنى عنه ماله وولده, فلن يَرُدَّا عنه شيئًا من عذاب الله إذا نزل به.

(3)


سيدخل نارًا متأججة,

(4)


هو وامرأته التي كانت تحمل الشوك, فتطرحه في
طريق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأذيَّته.

(5)



في عنقها حبل محكم الفَتْلِ مِن ليف شديد خشن,
تُرْفَع به في نار جهنم, ثم تُرْمى إلى أسفلها.

____________________________


النصر(مدنية)3

إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2}
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{3)

التفسير:



- (إذا جاء نصر الله) نصر نبيه صلى الله عليه وسلم على أعدائه (والفتح) فتح مكة

رأيت الناس يدخلون في دين الله) أي الإسلام (أفواجا) جماعات بعد ما كان يدخل فيه واحد واحد وذلك بعد فتح مكة جاءه العرب من أقطار الأرض طائعين


(فسبح بحمد ربك) أي متلبساً بحمده (واستغفره إنه كان توابا) وكان صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه السورة يكثر من قول: سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه ، وعلم بها أنه قد اقترب أجله وكان فتح مكة في رمضان سنة ثمان وتوفي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة عشر

_____________________________


الكافرون(مكية)6

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3}
وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5}
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6}


التفسير:



(1)


قل -أيها الرسول- للذين كفروا بالله ورسوله: يا أيها الكافرون بالله.


(2)


لا أعبد ما تعبدون من الأصنام والآلهة الزائفة.

(3)


ولا أنتم عابدون ما أعبد من إله واحد, هو الله رب العالمين المستحق وحده للعبادة.


(4)


ولا أنا عابد ما عبدتم من الأصنام والآلهة الباطلة.

(5)


ولا أنتم عابدون مستقبلا ما أعبد. وهذه الآية نزلت في أشخاص بأعيانهم من المشركين
، قد علم الله أنهم لا يؤمنون أبدًا.

(6)


لكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه, ولي ديني الذي لا أبغي غيره.