السبت، 31 أكتوبر 2009

تفسير سورة البلد


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم


لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2
ووَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4

أقسم الله بهذا البلد الحرام, وهو "مكة", وأنت -أيها النبي-
مقيم في هذا "البلد الحرام", وأقسم بوالد البشرية-
وهو آدم عليه السلام- وما تناسل منه من ولد,
لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.

أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5

أيظنُّ بما جمعه من مال أن الله لن يقدر عليه؟


يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7

يقول متباهيًا: أنفقت مالا كثيرًا.
أيظنُّ في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه,
ولا يحاسبه على الصغير والكبير؟

أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9
وهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10

ألم نجعل له عينين يبصر بهما,
ولسانًا وشفتين ينطق بها
, وبينَّا له سبيلَي الخير والشر؟

فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11
فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله, فيأمن.


وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12
وأيُّ شيء أعلمك: ما مشقة الآخرة,
وما يعين على تجاوزها؟

فَكُّ رَقَبَةٍ (13
إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق.


أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15
وْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16

أو إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة
, يتيمًا من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل
الصدقة وصلة الرحم,
أو فقيرًا معدمًا لا شيء عنده.

ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17

ثم كان مع فِعْل ما ذُكر من أعمال الخي
ر من الذين أخلصوا الإيمان لله,
وأوصى بعضهم بعضًا بالصبر
على طاعة الله وعن معاصيه
, وتواصوا بالرحمة بالخلق.

أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18

الذين فعلوا هذه الأفعال, هم أصحاب اليمين,
الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة.

وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19

والذين كفروا بالقرآن هم الذين يؤخذ بهم يوم
القيامة ذات الشمال إلى النار.

عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20
جزاؤهم جهنم مطبَقةٌ مغلقة عليهم.


الأحد، 11 أكتوبر 2009

تفسير سورة الشمس



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم



وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا (2
والنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا (3)واللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4
والسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8
قدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)وقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10

أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى,
وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول,
وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها,
وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا,
وبالسماء وبنائها المحكم, وبالأرض وبَسْطها
, وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها,
فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير,
قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير,
وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.


كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12
فقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14
ولا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15

كذَّبت ثمود نبيها ببلوغها الغاية في العصيان,
إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة,
فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام:
احذروا أن تمسوا الناقة بسوء؛ فإنها آية أرسلها الله إليكم,
تدل على صدق نبيكم، واحذروا أن تعتدوا على سقيها,
فإن لها شِرْب يوم ولكم شِرْب يوم معلوم.
فشق عليهم ذلك, فكذبوه فيما توعَّدهم به فنحروها,
فأطبق عليهم ربهم العقوبة بجرمهم,
فجعلها عليهم على السواء فلم يُفْلِت منهم أحد.
ولا يخاف- جلت قدرته- تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب.