الخميس، 30 يوليو 2009

تفسير سورة العلق





أعزذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم


اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)


اقرأ -أيها النبي- ما أُنزل إليك من القرآن مُفْتَتِحًا باسم ربك المتفرد بالخلق،
الذي خلق كل إنسان من قطعة دم غليظ أحمر.


اقرأ -أيها النبي- ما أُنزل إليك,
وإن ربك لكثير الإحسان واسع الجود،

الذي علَّم خلقه الكتابة بالقلم،
علَّم الإنسان ما لم يكن يعلم,
ونقله من ظلمة الجهل إلى نور العلم.



كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)

حقًا إن الإنسان ليتجاوز حدود الله إذا أبطره الغنى,
فليعلم كل طاغية أن المصير إلى الله، فيجازي كلَّ إنسان بعمله.



أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْداً إِذَا صَلَّى (10)

أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12)

أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14)

كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)

فَلْيَدْعُ نَادِيَه (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)

كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)



أرأيت أعجب مِن طغيان هذا الرجل (وهو أبو جهل) الذي ينهى عبدًا لنا إذا صلَّى لربه (وهو محمد صلى الله عليه وسلم)؟
أرأيت إن كان المنهي عن الصلاة على الهدى فكيف ينهاه؟

أو إن كان آمرًا غيره بالتقوى أينهاه عن ذلك؟
أرأيت إن كذَّب هذا الناهي بما يُدعى إليه, وأعرض عنه,


ألم يعلم بأن الله يرى كل ما يفعل؟
ليس الأمر كما يزعم أبو جهل، لئن لم يرجع هذا عن شقاقه وأذاه



لنأخذنَّ بمقدَّم رأسه أخذًا عنيفًا, ويُطرح في النار,
ناصيته ناصية كاذبة في مقالها, خاطئة في أفعالها.

فليُحْضِر هذا الطاغية أهل ناديه الذين يستنصر بهم,
سندعو ملائكة العذاب.

ليس الأمر على ما يظن أبو جهل,
إنه لن ينالك -أيها الرسول- بسوء،

فلا تطعه فيما دعاك إليه مِن تَرْك الصلاة,
واسجد لربك واقترب منه بالتحبب إليه بطاعته.



الاثنين، 20 يوليو 2009

تـفسير.. سورة القدر وسورة البينه

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

( سورة القدر )

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)
إنا أنزلنا القرآن في ليلة الشرف والفضل, وهي إحدى ليالي شهر رمضان.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)
وما أدراك -أيها النبي- ما ليلة القدر والشرف؟

لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
ليلة القدر ليلة مباركة, فَضْلُها خير من فضل ألف شهر ليس فيها ليلة قدر.

تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)
يكثر نزول الملائكة وجبريل عليه السلام فيها, بإذن ربهم من كل أمر قضاه في تلك السنة.

سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)
هي أمن كلها, لا شرَّ فيها إلى مطلع الفجر.
____________________________

(سورة البينه)


لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ (1)
لم يكن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين تاركين كفرهم حتى تأتيهم
العلامة التي وُعِدوا بها في الكتب السابقة.



رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (2)
وهي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يتلو قرآنًا في صحف مطهرة.



فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)
في تلك الصحف أخبار صادقة وأوامر عادلة، تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم



وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ (4)
وما اختلف الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى
في كون محمد صلى الله عليه وسلم رسولا حقًا؛
لما يجدونه من نعته في كتابهم, إلا مِن بعد ما تبينوا أنه النبي الذي
وُعِدوا به في التوراة والإنجيل,
فكانوا مجتمعين على صحة نبوته, فلما بُعِث جحدوها وتفرَّقوا.



وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5
وما أمروا في سائر الشرائع إلا ليعبدوا الله وحده قاصدين بعبادتهم وجهه,
مائلين عن الشرك إلى الإيمان, ويقيموا الصلاة،
ويُؤَدُّوا الزكاة, وذلك هو دين الاستقامة, وهو الإسلام.


إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6)
إن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين عقابهم نار جهنم خالدين فيها, أولئك هم أشد الخليقة شرا.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)
إن الذين صَدَّقوا الله واتبعوا رسوله وعملوا الصالحات, أولئك هم خير الخلق.
جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)

جزاؤهم عند ربهم يوم القيامة جنات إقامة واستقرار في منتهى الحسن
, تجري من تحت قصورها الأنهار, خالدين فيها أبدًا, رضي الله عنهم فقبل أعمالهم الصالحة,
ورضوا عنه بما أعدَّ لهم من أنواع الكرامات, ذلك الجزاء الحسن لمن خاف الله واجتنب معاصيه.


_________________________